قال الطباسي: قال أهل التحقيق: إنه لا يجوز أن يكون النبي بصفة يستقذره الناس عليها؛ لأن في ذلك تنفيرًا، فأما الفقر والمرض وذهاب الأهل فيجوز أن يمتحنه الله - تعالى - بذلك.
وأيضًا في (هداية المريد) للزرقاني أنه يجوز على الأنبياء كل عرض بشري ليس محرمًا ولا مكروهًا ولا مباحًا مذريًا ولا مزمنًا، ولا مما تعافه الأنفس، ولا مما يؤدي إلى النفرة.
وأما الإغماء فقد قال النووي: لا يشك في جوازه عليهم؛ لأنه مرض بخلاف الجنون؛ فإنه نقص.
أما أبو حامد الغزالي فقد قيَّد الإغماء بغير الطويل، وجزم به البلقيني، وقال السبكي: وليس كإغماء غ ي رهم؛ لأنه إنما يس ت ر حواسهم الظاهرة دون قلوبهم؛ ل أنها معصومة من النوم الأخف، ويمتنع عليهم الجنون وإن قلّ؛ لأنه نقص ويلحق به العمى، ولم يعمى نبي قط، وما ذ ُ كر عن شعيب من أنه كان ضريرًا، هذا كلام لم يثبت، وأما يعقوب فحصلت له غشاوة وزالت.
هذا ما تعلق بهذه القصة، ويكفينا منها ما تبين من بطلانها وما ورد فيها من الأكاذيب.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon