وعدوانهم، قال - عز وجل -: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ أليس في قوله هذا إنذار ووعيد لهم إلى يوم القيامة؟ بلى.
ومما يُؤكّد هذا الإنذار والوعيد قوله - تعالى -: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأعراف: ١٦٧) فهل يُسلط الله عليهم اليوم من يردّ ظلمهم وبغيهم وطردهم أهل فلسطين من ديارهم واغتصاب الديار واستغلال العباد واستهانتهم بالقيم الخلقية والحقوق الإنسانية، ندعو الله ونرجوه أن يُحقّق ذلك في من يعاقبهم ويسلطه عليهم، وما ذلك على الله بعزيز، وبإمكان أمة الإسلام لو اتَّحدت كلمتها، وجمعت صفها، ورفعوا راية الإسلام والجهاد، وأخذوا الحذر والأهبة، وأعدوا العدة؛ فإن الله يمكّنهم إن شاء الله.
الإسرائيليات التي وردت في قصة أصحاب الكهف
إن قصة أصحاب الكهف التي سُمّيت السورة بهذا الاسم، ورد فيها من الإسرائيليات ما ورد، فمن قصص الماضيين التي أكثر المفسرين فيها من الإسرائيليات قصة أصحاب الكهف ذكرها ابن جرير وابن مردويه وغيرهما، وطبع ً االكثير من أخبار هؤلاء لا يدل له أو عليه كتاب الله، ولا يتوقف فهم القرآن وتدبره على ما أورده المفسرون من هذه الإسرائيليات.
فمن ذلك ما ذكره ابن جرير في ت فسيره عن ابن إسحاق صاحب (السيرة) في قصتهم، فقد ذكر نحو ثلاث صفحات أو ورقات، ونقل عن وهب بن منبه، وابن عباس، ومجاهد أخبارًا كثيرة أخرى، وكذلك ذكر السيوطي في (الدر المنثور) الكثير مما ذكره المفسرون عن أصحاب الكهف؛ عن هويتهم، ومن


الصفحة التالية
Icon