والذي يظهر لي -والكلام لشيخنا الشيخ أب ي شهبة- أن هذا من الإسرائيليات، وأُلصقت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- زورًا، ثم إن سيدنا يوسف رأى كواكب بصورها لا بأسمائها، نعم رآها بصورها لا بأسمائها، ثم ما دخل الاسم فيما ترمز إليه الرؤية، ومدار هذه الرواية على الحكم بن ظهير، وقد ضعفه الأئمه وتركه الأكثرون، وقال الجوزجاني: هذا ساقط وهو صاحب حديث حُسن يوسف وكله من الأكاذيب.
وقال الإمام الذهبي في (ميزان الاعتدال): قال ابن معين: ليس بثقة؛ أي: راوي هذه الرواية التي هي مروية عنه، وهو الحكم بن ظهير، قال ابن معين عنه: ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال مر ة: تركوه، وهو راوي حديث " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ".
فهل مثل هذا تُعتبر روايته في مثل هذا، وبحسبه سقوطًا مقالة البخاري فيه منكر الحديث وتركوه، طبعًا لا تعتبر روايته.
الإسرائيليات في الآية التي حيَّرت بعض المفسرين، وكثر الكلام فيها من الإسرائيليات، الآية هي قوله - تعالى -: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ ومن الإسرائيليات المكذوبة التي لا توافق عقلًا ولا نقلًا ما ذكره ابن جرير في ت فسيره وصاحب (الدر المنثور) وغيرهما من المفسرين في هذه الآية؛ فقد ذكروا في همّ يوسف -عليه السلام- ما ينافي عصمة الأنبياء، وما يخجل القلم فمن تسطيره لولا أن المقام مقام بيان، وتحذير من الكذب على الله وعلى رسله، وهو من أوجب الواجبات على أهل العلم.
فقد روى هؤلاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سُئِل عن همِّ يوسف -عليه السلام- ما بلغ؟ قال: حلَّ الهميان -يعني: السراويل- وجلس منها مجلس الخاتن، فصيح به: يا