التوفيق بينه كهذا من العلل التي ردَّ المحدثون بسببها ال كثير من المرويات؛ لأنه أمارة من أمارات الكذب والاختلاق، والباطل لجلج، وأما الحق فهو أبلج.
ثم كيف يتفق ما حيك حول نبي الله يوسف -عليه الصلاة والسلام- وقول الحق -تبارك وتعالى- عقب ذكر الهمّ: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ (يوسف: ٢٤)، فهل يستحق هذا الثناء من حلّ التكة وخلع السروال، وأن جلس بين رجليها إلى آخر ما ذكروه من الكذب، ولا أدري أنصدق القرآن أم نصدق كَذَبة بني إسرائيل ومخرفيهم؟! بل كيف يتفق ما روى هو وما حكاه الله -عز وجل- عن زليخة بطلة المراودة؛ حيث قالت: ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (يوسف: ٥١) وهو اعتراف صريح من البطلة التي أعيتها ال حي ل عن طريق التزين حينًا، والتودد إليه بمعسول القول حينًا آخر، والإرهاب والتخويف حينًا ثالثًا فلم تفلح، وقالت: ﴿وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ (يوسف: ٣٢).
ثم انظر ماذا كان جواب السيد العفيف الكريم ابن الكريم ابن الكريم اين الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم صلوات الله وسلامه- قال: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ (يوسف: ٣٣).
وقصده -عليه الصلاة والسلام- بقوله: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنََّ﴾ تبر ؤ من الحول والطول، وأن الحول والقوة إنما هما من الله - جل وعلا - وهو سؤال منه لربه واستعانة به على أن يصرف عنه كيدهنَّ، وهكذا شأن الأنبياء.
والحقيقة عندما نتأمل الآيات نجد فيها أكثر من عشرة أدلة كلها واضحة، فبعد ما مضى من قولها: ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (يوسف: ٥١)، وقول