الذين زعموا معرفة النظريات العلمية، وجدنا الكل يسخر طاقاته للقضاء على المسلمين، وتشكيك المسلمين في قرآن ربهم، والتشويش عليه، مثلما اتجه الكفار وحرصوا أشد الحرص عند نزول القرآن الكريم على أن يصرفوا عنه الناسَ، كما حكى عنهم القرآن الكريم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت: ٢٦).
لم تتوقف حملات هؤلاء الأعداء عند القرون الأولى للإسلام، بل تنوعت طوائفهم، وتجددت أساليبهم، وكثرت انحرافاتهم وتأويلاتهم حتى ظهر على الساحة أنواع من الدخيل، والأباطيل سرت إلى كتب التفسير، يا ترى هل هذا الفساد سيبقى وتنتشر فروعه وألوانه؟! إن الله سبحانه يقيض لهذا الدين مَن يدفع عنه كيد الكائدين، وتأويل المبطلين، وانتحال الغالين، كما وعد ربنا سبحانه: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: ٨).
معنى الإسرائيليات، والعلاقة بين الدخيل والإسرائيليات
ننتقل الآن إلى الدخيل في المنقول، فنتعرف على معنى الإسرائيليات، وعلى أقسام الإسرائيليات، وعلى أسباب تفشيها، وعلى أقطاب الرواية الإسرائيلية، ثم نماذج كثيرة من الإسرائيليات في القصص القرآني.
أولًا: الإسرائيليات: ما علاقة كلمة الإسرائيليات بالدخيل؟ وما معناها؟
أما معنى الإسرائيليات: هي جمع مفرده إسرائيلية، نسبةً إلى بني إسرائيل، والنسبة في هذا المركب -بني إسرائيل- هذا المركب الإضافي النسبة فيه للعجُز لا للصدر، فنقول: إسرائيلي، وقصة إسرائيلية، خبر إسرائيلي، وقصة إسرائيلية أو حادثة إسرائيلية.