ويقول شيخنا: وأحب أن أنبه إلى أن أصل القصة ثابت بالقرآن الذي لا شك فيه، وإنما موضع الشك في كل هذه التزايدات التي هي من الإسرائيليات.
وقد ذكر المفسرون جميعًا كل ما يدور حول قصة المائدة، وإن اختلفوا في ذلك قلة وكثرة؛ انظر (تفسير ابن جرير) عند هذه الآيات و (الدر المنثور)، والزمخشري والفخر الرازي، و (تفسير أبي السعود) وحتى ابن كثير والبغوي والألوسي والقرطبي، ذكروا كل هذه القصة، إلا أنّ الإمام القرطبي قال: في هذا الحديث مقال، ولا يصح من قبل إسناده.
ولا زلنا نتابع قبل أن نتبين التفسير الصحيح للآيات؛ فنتابع يقول شيخنا: وأحب أن أنبه إلى أن أصل القصة ثابت، والمفسرون جميعًا قد ذكروا كل ما يدور حول قصة المائدة، وإن اختلفوا في ذلك قلة وكثرة، والعجب أن أحد لم ينبه على أصل هذه المرويات -هذا كلام شيخنا الدكتور محمد أبي شهبة- أن أحد لم ينبه على أصل هذه المرويات، والمنبع الذي نبعت منه حتى الإمامين الجليلين ابن كثير والألوسي وهما من العلماء الأثبات النقاد، وإن كان ابن كثير قد أشار من طرف خفي إلى عدم صحة معظم ما روي، ولعلهم اعتبروا ذلك مما يباح روايته، ويحتمل الصدق والكذب؛ فذكروه من غير إنكار له، وكان عليهم أن ينزهوا التفسير عن هذا وأمثاله. هذا كلام شيخنا.
وقد شكك في القصة الطويلة التي اختصرناها الإمام القرطبي شكك فيها؛ فقال: قلت: في هذا الحديث مقال، ولا يصح من قبل إسناده. ثم عرض بعد لما روي مرفوعًا وموقوفًا، وذكر ما قاله الإمام الترمذي من أن الموقوف أصح، وأن المرفوع لا أصل له.
وصلي الله على سيدنا محمد، وعلي اّله وصحبه وسلم


الصفحة التالية
Icon