بعد هذا ننتقل إلى موقف آخر ألا وهو ما ذكر في قوله -جل وعلا-: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة: ٣٧) فمن الروايات التي لا تثبت: ما ذكره السيوطي في (الدر) قال: أخرج الطبراني في (المعجم الصغير) والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في (الدلائل) وابن عساكر: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي؛ فأوحى الله إليه: ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك؛ لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك؛ فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرًا ممن جعلت اسمه مع اسمك؛ فأوحى الله إليه: يا آدم؛ إنه آخر النبيين من ذريتك، ولولا هو ما خلقتك ".
ثم قال: وأخرج الديلمي في (مسند الفردوس) بسند واهٍ -السند الواهي، أي: الشديد الضعف الذي ربما يصل إلى حد السقوط والوضع- عن علي قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قول الله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ فقال: " إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيًا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل، وقال: يا آدم؛ ألم أخلقك بيدي؟ أم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال: فعليك بهذه الكلمات؛ فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك، قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملتُ سوءًا وظلمت نفسي فاغفر لي؛ إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك