والأباطيل التي جاءت في (تفسير ابن جرير) وفي تفسير (الدر المنثور) وغيرهما من التفاسير، وهذه التخاريف والأباطيل التي لا نزال نسمعها ونسمع أمثالها من العوام والعجائز هذا لا يمكن أن يمت إلى الإسلام بصلة.
وإنا لننزه المعصوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أن يصدر عنه ما نسبوه إليه، وإنما هي أحاديث خرافة اختلقها اليهود وأضرابهم على توالي العصور، وكانت شائعة مشهورة في ال جاهلية؛ فلما جاء الإسلام نشرها أهل الكتاب الذين أسلموا بين المسلمين، وهؤلاء رووها بحسن نية، ولم يزيفوها اعتمادًا على أنها ظاهرة البطلان؛ لكن زنادقة اليهود أوغلوا هم وأمثالهم في الكيد للإسلام ونبيه فزوروا بعضها، ونسبوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وما كُنّا نُحِبُّ لابن جرير ولا للسيوطي ولا لغيرهما من المفسرين أن يسودوا صحائف كتبهم بهذه الخرافات والأباطيل، فحذاري أيها القارئ في أي كتاب من كتب التفسير تجد مثل هذا أن تجعله كلامًا مصدقًا، وألق بهذا دبر أذنيك -أي: ألقه وراء ظهرك- وكن عن الحق منافحًا وللباطل مزيفًا.
الإسرائيليات التي وردت في قصة داود -عليه السلام-
لننتقل بعد ذلك إلى قصة أخرى؛ ألا وهي قصة داود -عليه السلام- ذلك الرسول الذي ذكر القرآن له بعض المواقف؛ فهناك موقف مع خصومه الذين جاءوا إليه خصمان بغى بعضهما على الآخر ولهما قصة ذكرت في س ورة " ص "، كذلك قصة داود - عليه السلام - مع جالوت وطالوت وقد تكلم المفسرون في ذلك وأفاضوا ونقل في تف اسيرهم إسرائيليات كثيرة تخل بمقام الأنبياء وتنافي عصمتهم. وإليك ما ذكر باختصار حول قصة داود عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon