ذكر "الثعلبي" و"البغوي" و"الخازن" وصاحب (الدر) وغيرهم ما خلاصته:
أنَّه عبر النهر فيمن عبر مع طالوت داود وهو جندي صغير، عبر النهر مع طالوت ملك بني إسرائيل، وفي ثلاثة عشر ابنًا له؛ يعني الذي عبر مع طالوت إيشا أبو داود، وكان له أولاد كثيرون، ثلاثة عشر ابنًا، وكان داود أصغرهم، وكان يرمي بالقذافة - شيء يقذف به كالمقلاع - فلا يخطئ هدفه، وأنه ذكر لأبيه أمرَ قذافته تلك، وأنه دخل بين الجبال فوجد أسدًا، فأخذ بأذنيه فلم يهبه، وأنه مشى بين الجبال، فسبّح فما بقي جبل حتى سبح معه، فقال له أبوه: أبشر، فإن هذا خير أعطاك الله تعالى إياه.
تتوالى الأخبار والقصص في هذا، فأرسل جالوت إلى طالوت، أن أبرز إليَّ من يقاتلني، فإن قتلني فلكم ملكي، وإن قتلته فلي ملككم، فشق ذلك على طالوت، فنادى في عسكره من قتل جالوت زوجته ابنتي، وناصفته ملكي، فهاب الناس جالوت فلم يجبه أحد.
فسأل طالوت نبيهم أن يدعو الله تعالى، فدعا الله في ذلك، فأتى بقرن في هـ دهن القدس، وتنور من حديد، فقيل: إن صاحبكم الذي يقتل جالوت هو الذي يوضع هذا القرن على رأسه، فيغلي الدهن حتى يدهن منه رأسه، ولا يسيل على وجهه، بل يكون على رأسه كالإكليل -الإكليل التاج الذي يلبسه الملوك على رء وسهم- ويدخل هذا التنور فيمل ؤ هـ، ولا يتقلقل فيه، فدعا طالوت بني إسرائيل فجربهم فلم يوافقه منهم أحد، فأوحى الله إلى نبيهم: إن في ولد إيشا من يقتل الله به جالوت.
فدعا طالوت إيشا فقال: اعرض هذا على بنيك، فأخرج له اثن اعشر رجلًا أمثال السواري -السواري يعني الطوال كالأعمدة كانوا طوالًا- فجعل يعرضهم على


الصفحة التالية
Icon