ويشاطره نعمته، ويشركه في أمره، فوفى له ثم آل الملك إلى داود - عليه السلام - مع ما منحه الله من النبوة العظيمة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ﴾، الملك الذي كان بيد طالوت، والحكمة؛ أي النبوة بعد "شمويل"، ﴿وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء﴾؛ أي: من العلم الذي اختصه به - عليه الصلاة والسلام.
الإسرائيليات التي وردت في قصة موسى - عليه السلام -
في قصة موسى -عليه السلام- الكثير والكثير، وكنا تكلمنا عن نبي الله موسى وعن زواجه من بنات شعيب، وتكلمنا عن إفساد بني إسرائيل، وتكلمنا عن مواقف عدة، وها نحن ننتقل إلى عنوانٍ جديد، وهو: الإسرائيليات في عظم خلق الجبارين؛ القوم الجبارون الذين قال بنو إسرائيل لموسى: إن فيها قومًا جبارين، وخاف وا منهم، وما ورد في شأن عوج بن عنق من الخرافات.
الإسرائيليات التي وردت في هذا أيضًا كثيرة، أما الآيات فهي قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُون﴾ (المائدة: ٢٢)، الحقيقة إنّ بني إسرائيل مواقفهم كثيرة، فيها التعنت، فيها الجبن والخور، فيها الخوف، فيها الكبرياء، فيها الإفساد الذي لم يحدث له نظير بين البشر، إلى ما ذكر في هذا الشأن.
ذكر الجلال السيوطي في (الدر) عندما نتكلم عن السيوطي نحدد كتابه، لماذا؟ لأن الإمام السيوطي دون غيره من علماء التفسير والمفسرين عبر القرون له أكثر من تفسير؛ يعني إذا عرف ابن جرير بتفسيره في تفسير القرآن الكريم، هو تفسير واحد، (تفسير ابن جرير الطبري)، ابن كثير تفسير واحد، إنما الإمام السيوطي له (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) وله (تفسير الجلالين) وله (مطلع البدرين ومجمع


الصفحة التالية
Icon