الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ثم عمدوا إلى إبراهيم -عليه السلام- فوضعوه فيه مغلولًا مقيدًا فرموا به فيها، فجاءه جبريل، فقال له: هل لك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، قال: فاسأل ربك، قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي، فجعل الله ببركة قوله الحظيرة الموقع المحترق هذا النار شديدة اللهب، جعلها الله روضة رائعة له.
وعند تفسيره للآية الثانية، وهي قول الله تعالى في هذا الشأن: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم﴾، قال المفسرون: روي أنّ الملائكة أخذوا بقميص إبراهيم -عليه السلام- وأقعدوه على الأرض، فإذا عين ماء عذب، وورود حمر؛ ورد ونرجس، ولم تحرق النار إلا وثاقه -الحبل الذي كان يربط فيه.
وروي أنه -عليه السلام- مكث في النار أربعين يومًا أو خمسين يومًا، وقال: ما كنت أطيب عيشًا مني إذ كنت فيها.
وصلى الله عليه وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.