بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السادس عشر(نماذج من الإسرائيليات في القصص القرآني (١٤))
تابع الإسرائيليات التي وردت في قصة إبراهيم -عليه السلام-
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
الحديث موصول في قصة إبراهيم -عليه السلام- ذلك الرسول الكريم المجتبى الذي له في القرآن مواقف كثيرة وكنا وصلنا إلى الآيات؛ وهي قول الله - جل وعلا -: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِين * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم﴾ (الأنبياء: ٦٨، ٦٩) وكنا وصلنا إلى ما روي من أنه -عليه الصلاة والسلام- وهذا كلام من الإسرائيليات لا دليل عليه أنه مكث في النار أربعين يومًا، وقيل: خمسين يومًا، وأنه قال: ما كنت أطيب عيشًا مني إذ كنت فيها.
قال ابن يسار: وبعث الله ملك الظل فقعد إلى جنبه يؤنسه؛ فنظر نمرود من صرحه فأشرف عليه فرآه جالسًا في روضة مورقة، ومعه جليس على أحسن ما يكون من الهيئة؛ النار محيطة به، فناداه: يا إبراهيم، هل تستطيع أن تخرج منها؟، قال: نعم، قال: فقم فاخرج، فقام يمشي فخرج منها، فاستقبله نمرود وعظمه، وقال: من الرجل الذي رأيته معك؟، فقال: ذلك ملك الظل أرسله ربي؛ ليؤنسني، فقال: إني مقربٌ إلى إلهك قربانًا؛ لما رأيتُ من قدرته وعِزّته فيما صنع بك؛ فقال - عليه السلام -: لا يقبل الله منك، ما دمت على دينك هذا، قال: لا أستطيع ترك ملكي ولكن سوف أذبح أربعة آلاف بقرة، فذبحها وكف إبراهيم عليه، وكان إذ ذاك ابن ستة عشر سنة.
وهكذا كما نرى من أبدع المعجزات.
ونتناول بشيء من التفصيل جوانب الدخيل فيما ذكره المفسرون حول هذا: