ووجد من أهل البدع من روجوا بدعهم وتعصبوا لأهوائهم، ودخل في الإسلام ناس من أهل البدع، ومن أبطن الكفر والتحق بالإسلام، ومنهم من أخفى إسلامه بغرض الكيد للإسلام، وتضليل أهله، فوضعوا الروايات الباطلة؛ ليصلوا بها إلى أغراضهِم السيئة ولينتصروا لفرقِهم ويؤيدوا مذاهبهم، واستمرت حركة الوضع تتضخم، وفشا الكذب وانتشر حتى امتلأت كتب التفسير وغيرها بالأباطيل.
توالت حركة الوضع، فما أسبابها؟
نقول: لو نظرنا إلى أسباب الوضع في التفسير بالمأثور، وكتب التفسير بالمأثور هي أكثر كتب التفسير فيها قدر كبير من الأحاديث الموضوعة؛ أول الأسباب في وضع الأحاديث:
الزندقة: تطلق الزندقة على أتباع دين المجوس مع التظاهر بالإسلام فهم يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، وقد اتسع إطلاق الزندقة؛ فصارت تطلق على الملحدين الذين لا دين لهم، كما أطلقت أيضًا على الإباحيين الذين يتحججون بالقول فيما يمس الدين، وكان الطريق الذي سلكه الزنادقة لانتشار الزندقة هو الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإثارة الشبه، وسوق المطاعن؛ رغبة منهم في تنفير الناس من الإسلام والتحلل من أحكامه حتى تضعف قوة المسلمين.
انظر (فتح المغيث) للإمام السخاوي، وانظر أيضًا كتاب (السنة النبوية في مواجهة التحدي) للأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم شيخنا؛ فقد نقل مثل هذا وبين أن أسباب الزندقة أو أسباب الوضع منها الزندقة والكراهية، والحقد الراسخ في أذهان أهله للإسلام، والمسلمين؛ فلما وجد هؤلاء الزنادقة أقدس مقدسات


الصفحة التالية
Icon