روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم. مقدمة الإمام مسلم في صحيحه.
السبب الثالث من أسباب الوضع في الحديث؛ التعصب العنصري؛ وفي هذا الصدد نجد الشعوبية وضعت أحاديث كثيرة، الشعوبية فرقة تحقر أمر العرب، وتفضل العجم على العرب، وقد نشأت هذه الفرقة في أواخر العهد الأموي، وقويت في عهد الخلفاء العباسيين، الشعوبية وضعوا بعض الأحاديث في تفضيل الفرس على العرب، وفي تفضيل بلدانهم، وعلمائهم وكذلك اللغة الفارسية مع غيرها مثل حديث: "إن كلام الله حول العرش بالفارسية، وإن الله إذا أوحى بأمر فيه شدة أوحاه بالعربية" سبحان الله حديث واضح يحقرون فيه لغة العرب.
والعبارة الأخرى: "إذا أوحى بأمر فيه شدة أوحاه بالعربية" يريدون أن يبغضوا إلى الناس اللغة العربية. قال الإمام الشوكاني: هذا الحديث رواه ابن عدي عن أبي أمامة مرفوعًا، وهو موضوع وباطل، لا أصل له، وكل ما ورد في هذا المعنى فهو موضوع، ومن زعم غير ذلك فقد تعسف.
ومن ذلك أيضًا ما وضعوه في منقبة أبي حنيفة النعمان: بأنه من أصل فارسي، ومن ذمٍّ للشافعي؛ لأنه عربي، كحديث: "يكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له: أبو حنيفة، وهو سراج أمتي هو سر أمتي". انظر: (تدريب الراوي) للسيوطي سبحان الله انظر كيف ينتصرون لأبي حنيفة وهو الإمام، ويذمون الشافعي وهو إمام؛ تعصبًا للعجمية والفارسية وضد العروبة.


الصفحة التالية
Icon