يتنافى مع قول الله -عز وجل- ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: ٣).
على كل حال أيًّا كان الكذب الكذب للقرآن أو لرسول الله هو كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتناوله عموم الحديث الذي مضى، وقلنا: إنه متواتر: ((من كذب علي متعمدًا؛ فليتبوأ مقعده من النار)).
سابعًا: من الأسباب التي أدت إلى نشر وفشو الأحاديث الموضوعة؛ حب الظهور؛ حب الظهور حمل أصحابه على الوضع في الحديث فجعلوا لذي الإسناد الضعيف إسنادًا صحيحًا، وجعل بعضهم الحديث إٍسناده غير إسناده المشهور ليستغرب ويطلب، قال الحاكم أبو عبد الله: ومن هؤلاء إبراهيم بن اليسع، وهو ابن أبي حية كان يحدث عن جعفر الصادق وهشام بن عروة فيركب حديث هذا على حديث ذلك؛ لتستغرب بتلك الأحاديث بتلك الأسانيد، قال: ومنهم حماد بن عمرو النصيحي، وبهلول بن عبيد، وأصغم بن حوشب.
قال الحافظ ابن حجر: وهذا داخلٌ في قسم المقلوب، نوع من الأحاديث الضعيفة الأحاديث المقلوبة يأخذ سند هذا على الحديث الآخر وسند الحديث الآخر على الحديث الأول، ويقلب هذا وذاك.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) فيقول: روى مسلم بن الحجاج: أن يحيى بن أكثم دخل مع أمير المؤمنين حمص فرأى كل من بها شبيه الثيران، فدخل شيخ على رأسه ديبة، وله جبة، فأدناه، وقال: يا شيخ من أنت؟ قال: استغنيت عن جميع الناس بشيخي، قال: ومن لقي شيخك، قال الأوزاعي: عن من؟ قال: عن مكحول، قال: ومكحول عن من؟ قال: عن سفيان بن عيينه، قال: وسفيان عن من؟ قال: عن عائشة، قال له: يحيى قال: يا شيخ أراك تعلو إلى أسفل" نقل هذا الحديث ابن الجوزي في (الموضوعات).