كتب التفسير، فإنها تحتاج إلى عشرات الساعات، وبما أننا محكمون بمنهج محدد، فسنورد نماذج على سبيل الذكر والمثال، لا على سبيل الحصر والإحصاء.
من تلك الأحاديث: الأحاديث الموضوعة في فضائل سور القرآن، ومنها أيضًا سنعرفُ بعد ذلك ما وَرَدَ في أسبَابِ النُّزُولِ، فإنَّ العَاقِلَ عندما يستقرئُ كتبَ التفسير، يرى الكَمَّ الكثيرَ، والقدرَ الهائلَ في الموضوعاتِ؛ إما فِي فَضَائلِ السور، أو في فواتح السور، أو في قصص الأنبياء، أو في أسباب النزول، على كل حال معظم ما أورده المفسرون في فضلِ سورِ القرآنِ أحاديث موضوعة، وانتبه أخَا الإسلام ليست كلُّ الأحاديث التي وردت في فضائلِ السورِ موضوعة، هناك سور صح في فضلها أحاديث بينها الإمام السيوطي، ونحن إذا رجعنا إلى هذه الأحاديث سنرى أنها صحيحة في بعض السور، وقليل من الآيات.
إنما الحديث الذي شَمَلَ كُلَّ السورِ المائة والأربع عشرة سورة، ال حديث ال مشهور المروي عن أُبَي بن كعب هو حديث موضوع -إن شاء الله.
والأحاديث التي وردت وصحَّتْ في فضائل بعض السور، هي كما بينَهَا الإمام السيوطي، بقوله: واعلم أن السورَ التي صَحَّتْ الأحاديث في فضلها هي الفاتحة، والزهراوان - البقرة وال عمران - وسورة الأنعام، والسبع الطوال -الطول جمع طول ى، والطوال جمع طويلة - وهي البقرة وأل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف وبراءة أو الأنفال مع براءة، على كل حال مجملًا، وسورة الكهف، وسورةُ يس، والدخان، والملك، والزلزلة، والنصر، والكافرون، والإخلاص، والمعوذتين، وما عداها لم يصح فيه شيء.
نتحفظ قليلًا على كلام الإمام السيوطي، فأحاديث الفاتحة صحيحة والزهراوين والأنعام والكهف، أما حديث يس؛ فقد صححه البعض وحسنه آخرون


الصفحة التالية
Icon