عليه، فألفوا قصصًا كثيرة، وقالوا: نحن نقولها كذبًا لرسول الله لا عليه، وهذا خطأ.
رابعًا: من الأسباب: نقل كثير من الأقوال والآراء المنسوبة إلى الصحابة أو التابعين من غير تثبت أو تحرٍّ عن رواتها، فمن ثم التبس الصحيح بالسقيم، لما نقلوا أقوال وآراء لا سند لها، وخلطوها بما له سند؛ التبس على الناس، واختلط الحق بالباطل، وصار كل من يقع على رأي يعتمده ويورده، ثم يجيء من بعده فينقله على اعتبار أن له أصلًا، دون أن يكلف نفسه مئونة البحث عن منشأ الرواية، وعمن رويت، ومن الذي رواها.
قال ابن الصلاح في كتابه (علوم الحديث): وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل القرآن الكريم سورةً سورةً. وقد بحث عن هذا الحديث، وعرف مخرجه حتى انتهى إلى مَن اعترف بأنه هو وجماعة قد وضعوه وكتبوه كذبًا وألفوا ذلك، وهذا الحديث ربما نورده في العبارات، وهو شامل لكل سور القرآن الكريم، وهو حديث معروف أنه مكذوب وموضوع عن أبي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
خامسًا: من الأسباب التي ساعدت على تفشي الإسرائيليات: النقل على أهل الكتاب، أهل الكتاب أصحاب ثقافة، أسلم منهم عدد كبير، منهم الصحابة، ومنهم التابعون، ومشهور منهم: عبد الله بن سلام، وتميم بن أوس الداري، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وأمثالهم، وهؤلاء جميعًا قد حملوا من المرويات المكذوبة والخرافات الباطلة الموجودة في التوراة وشروحها، وكتبهم القديمة التي تلقَّوْها عن أحبارهم ورهبانهم جيلًا بعد جيل، رووا لنا كثيرًا من القصص والحكايات التي لا تصح.
هذه الإسرائيليات منها ما يتعلق بأصول الدين والحلال والحرام، وهي التي جرى العلماء من الصحابة والتابعين على التثبت منها، والتحري عن رواياتها، ومنها


الصفحة التالية
Icon