هناك أسباب كثيرة؛ عندنا أيضًا: ما أورده البعض من حديث: "أنا ابن الذبيحين" ذكر الإمام الزمخشري في كشافه وتبعه النسفي في تفسيره وغيرهما عند قوله تعالي: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظر مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (الصافات: ١٠٢) هذه الآيات ذكروا في الاستدلال على أن الذبيح إسماعيل ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أنا ابن الذبيحين" يعني: جده الأعلى إسماعيل، وأباه عبد الله بن عبد المطلب، وهذا الحديث لا يثبت عند المحدثين، قال الإمامان الزيلعي، وابن حجر في (تخريج أحاديث الكشاف) لم نجد هذا الحديث بهذا اللفظ، وقال الحافظ العراقي: إنه لم يقف عليه، ولا يعرف بهذا اللفظ.
وأما حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- طالبًا العطاء، فقال فيما قال: فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه. فهو حديث حسن بل صححه الحاكم، وقد ورد من طرق عدة يقوي بعضه بعضًا.
أما حديث: "أنا ابن الذبيحين" فهذا لم يثبت.
انظر إلى بعض الأقوال الشيعية ذكر بعض المفسرين كابن جرير والسيوطي في (الدر المنثور) ومفسرو الشيعة في تفاسيرهم عند قوله -جل وعلا-: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (الرعد: ٧) فسره المنذر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والهادي بأنه عليٌ -رضي الله عنه- وجمهور المفسرين سلفًا وخلفًا على أن المنذر والهادي، هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ما روي عند تفسير قوله تعالي: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ (الحاقة: ١٢) قالوا: إن المراد بها أُذن عليٍّ، فقد رووا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزلت الآية أخذ بأذن عليٌ،


الصفحة التالية
Icon