٤ - أن يجرد المفسر نفسه من الميل إلى مذهب بعينه؛ حتى لا يحمله ذلك على تفسير القرآن برأيه ومذهبه؛ فيقع في الزيغ والضلال.
٥ - مراعاة المعنى الحقيقي والمجازي؛ حتى لا يصرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه إلا بصارف، وليقدم الحقيقة الشرعية على الحقيقة اللغوية، وكذا الحقيقة العرفية، وليراعي حمل كلام الله على معانٍ جديدة أولى من حمله على التأكيد.
٦ - ينبغي مراعاة نظم الكلام وتأليفه والغرض الذي سيق له؛ فإن ذلك يعينه على فهم المعني المراد وإصابة الصواب، قال الإمام الزركشي في (البرهان): ليكن محطُّ نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له.
٧ - يجب على المفسر البداءة بما يتعلق بالمفردات، وتحقيق معانيها، ثم يتكلم عليها بحسب التركيب؛ فيبدأ بالإعراب إن كان خفيًّا، ثم المعاني، ثم البيان، ثم البديع، ثم يبين المعني المراد، ثم ما يستنبط من الآيات من أحكامٍ وآداب، وليراعي القصد فيما يذكر من لغويات أو نحويات أو بلاغيات، فلا يتوسع فيما ليس فيه فائدة.
أخيرًا؛ يجب أن يتحاشى عن ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة، ويتجنب الروايات المدسوسة من الإسرائيليات ونحوها حتى لا يقع فيما وقع فيه كثيرٌ من المفسرين السابقين من الموضوعات والإسرائيليات في أسباب النزول، أو في قصص الأنبياء والسابقين، وبدء الخلق والميعاد، ونحو ذلك؛ فيكون تفسيره قد سَلِمَ من هذه الأباطيل التي تضعف جانب التفسير.
هذا فيما يتعلق بالشروط والمنهج القويم الذي يجب أن يلتزمه من يفسر القرآن بالرأي والاجتهاد.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.