في أبي بكر وعمر وعثمان؛ آمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أولًا، ثم كفروا، حيث عُرضت عليهم ولاية علي، ثم آمنوا بالبيعة لعلي، ثم كفروا بعد موت النبي، ثم ازدادوا كفرًا بأخذ البيعة من كل الأمة -لا حول ولا قوة إلا بالله.
انظر: كتاب (الوشيعة في نقض عقائد الشيعة) لموسى جاد الله، نقلًا عن أصول تفسيرهم (الكافي)، وما أكثر الأباطيل التي يسوقها الرافضة الشيعة في تفاسير الآيات الكثيرة، يحملون آيات الثناء والإيمان على علي وبنيه، وآيات الكفر والذم والترهيب يحملونها على صفوةِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ننتقل بعد ذلك إلى نوع آخر من الفرق التي ضلت، والفرق المبتدعة وأقوالهم ألا وهي فرقة الخوارج:
وبداية نلقي نظرة مختصرة على هذه الفرقة: نشأت هذه الفرقة بسبب التحكيم الذي كان بين سيدنا علي، وسيدنا معاوية -رضي الله عنهما- بشأن من أحقُّ بالخلافة منهما؛ وذلك أنه قامت عدة حروبٍ بين علي ومعاوية، وكان لكل منهما أنصاره ومشايعوه، وكانت الغلبة فيها دائمًا لعلي -رضي الله عنه- وجندِهِ إلى أن جاءت موقعة صفين؛ فكاد جيش معاوية أن ينهَزِمَ هزيمةً لا قائمةَ له بعدها؛ فلجأ معاوية إلى دهائه، فرفع المصاحف على أسنة الرماح وتظاهروا بها، طالبًا وقف القتال، والتحكيم بين الحزبين، حينئذٍ آثر عليٌّ -رضي الله عنه- بعض مشورةٍ وأخذٍ ورد قبول التحكيم رغبة منه في عدم إراقة الدماء، وحقن دماء الأمة، لعل الله أن يجمع بهذا التحكيم كلمة الأمة ويوحد صفوفها.
لكن جماعة من أصحاب علي -رضي الله عنه- رفضوا هذه الفكرة وخرجوا على علي، ولم يقبلوا الرجوع إليه إلا إذا كفَّر نفسه، ونقض الشروط التي بينه وبين معاوية، ولما يئسوا من رجوع علي إليهم خرجوا إلى حروراء قرية قريبة من الكوفة، ووقعت بينهم وبين علي عدة حروب هزمهم فيها كلها دون استئصال شأفتهم، فدبروا له مؤامرةً لقتلِهِ حيث قتله بعد ذلك عبد الرحمن بن ملجم.


الصفحة التالية
Icon