أما ما يروى عنه أو ينسب إليه من رواياتٍ، فشأنها شأن كل المرويات المختلفة تعرض على قواعد القبول والرد، فما كان منها صحيحًا قبل، وما كان ضعيفًا يُرد، ولا وزر ولا ذنب لتميم فيها، إنما الوزر على من نسبها إليه وروجها عنه.
هذا ما اشتهر من أقطاب الرواية الإسرائيلية، ونسب إليهم هذا من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
أما طبقة التابعين، فهم أيضًا عدد لا بأس به، نستطيع أن نوجز القول عن اثنين منهم، ألا وهما كعب الأحبار، وهو كعب بن مانع الحميري، المعروف بكعب الأحبار، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال عنه: كان على دين اليهودية فأسلم، قدم المدينة، ثم خرج إلى الشام، فسكن حمص حتى توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان -رضي الله عنه.
رماه بعد المعاصرين بالزندقة والنفاق والكذب، كما حدث من أبي رية وأحمد أمين، ومَن سار في فلكهم، والحقيقة: إن هذه الاتهامات مردودة على أصحابها، والرد عليها بشهادة الصحابة له وثنائهم عليه، قال عنه معاوية: "ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين".
وثقه علماء الجرح والتعديل، روى له الأئمة الكبار الذين دونوا السنة، كالإمام مسلم والترمذي وأبي داود والنسائي، وغيرهم كثيرون.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


الصفحة التالية
Icon