نقل عنه يحوي كثيرًا من الإسرائيليات والضلالات والخرافات، وبخاصة ما يتعلق بالتجسيم والتشبيه، وعلى هذا ما ينقل عنه يرفض أكثر.
محمد بن مروان السدي الصغير، أجمع العلماء على تركه وكذبه، قال ابن معين عنه: إنه ليس بثقة. وقال غيره: إنه لا يكتب حديثه.
بعد هذا نستطيع أن نقول: إن هؤلاء هم أقطاب الرواية الإسرائيلية التي نقلت وسرت إلى كتب التفسير، وإلى كتب الحديث عندنا.
إن لكل مفسر في تفسيره منهجًا خاصًّا تجاه الإسرائيليات، فمن المفسرين من يذكر تلك الإسرائيليات بأسانيدها دون تعقيب عليها بتصحيح أو تضعيف، كما فعل شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره. هل هو أخطأ في ذلك؟
نقول: إن حجتهم في ذلك أنه ساق لك السند، ومن أسند لك فقد حملك؛ أي: إنهم أتوا لك بالإسناد، وعليك أن تبحث عن مدى صحتها ومدى بطلانها.
من المفسرين من يذكر تلك الإسرائيليات بأسانيدها مع التعقيب عليها غالبًا، كما فعل العلامة ابن كثير في تفسيره، فهذا منهجه، وهو جهد عظيم، إلا أن الحيرة لا تزال تتعلق بالقارئ فيما لم يحكم عليه من الإسرائيليات.
من المفسرين من يذكر في تفسيره ما استطاع ذكره، فلا يترك صغيرة، ولا كبيرة، ولا شاردة، ولا واردة إلا أتى بها دون إسناد ودون تعقيب، وهذا أخطر التفاسير؛ لأن القارئ عندما يقرأ هذه الإسرائيليات يتوهم أنها صحيحة أو أنها أخبار موثوق فيها، بينما تحمل في طياتها ما هو مكذوب وموضوع يصل في بعض الأحيان إلى إفساد العقيدة، وأبرز مثال لهذه التفاسير تفسير مقاتل بن سليمان، وتفسير الثعلبي، المسمى (الكشف والبيان عن تفسير آي القرآن) هذا الكتاب


الصفحة التالية
Icon