ثالثًا: قالوا في الإسرائيليات: إن الخلاف في عدد أولاده وأمواله وعقاره كبير. كلامهم لا نحكم عليه بصدق، ولا كذب، البعض بالغ والبعض قلل، كلام يتناقض، وكذا ما قيل في مدة بلائه كلام كثير، بعضهم قال: سنوات عديدة سبعين سنة وأكثر من ذلك.
رابعًا: قالوا في قوله: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾ قالوا: إن الشيطان قد سلط على ماله وعلى ولده وعلى جسده حتى نال منه، والصحيح في معنى الآية هو أن أيوب -عليه السلام- ما كان يوسوس به الشيطان إليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء، وكان يحمله على الكراهة والجزع، فكان يلتجأ -أي: أيوب- إلى الله في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء عنه، وبالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل.
خامسًا: في الروايات التي ذكرت، ذكرت أن مرضه -مرض سيدنا أيوب- كان منفرًا، قيل: إنه صار به المرض إلى درجة أنتن فيها جسده، فأخرجه أهل القرية من القرية إلى كُناسة خارج القرية لا يقربه أحد إلا زوجته. كلام باطل؛ لأن الأنبياء معصومون من كل مرض منفر، أو كل مرض معد، وعن كل ما يبعد الناس عنهم، تجوز عليهم نعم الأحوال العادية، الأمراض العادية، لكن غير المنفرة؛ لأن الله -جل وعلا- كلفهم بالبلاغ والرسالة ودعوة الناس، فهذا الكلام يتناقض مع هذه الأسس في حق الرسل.
سادسًا: ما قيل: إن امرأة أيوب كانت تخدم الناس، وأنها باعت شعرها وضفائرها، فحلف أن يضربها. هذا الكلام من الإسرائيليات.
فالصحيح أن زوج أيوب امرأته ذهبت في حاجة له لقضاء مصلحة لإحضار طعام أو شيء فغابت عليه، وكان حاله لا يتحمل هذا الغياب الطويل، فحلَف عليها ليضربنها. الإسرائيليات في هذا كثيرة، والحقيقة إن الكلام في شأن أيوب كلام