كتبت، وكم عددها، وما ثقلها حتى تكون حمل سبعين بعيرًا؟ ثم تكون التوراة والألواح بهذا القدر العظيم الذي يحمله سبعون بعيرًا، ولم يقرأه اإلا أربعة!!
وعلى هذا فإن البحث في كل ذلك لا جدوى له، وعلينا أن نؤمن بما جاء في القرآن من هذا الموضوع كما نصت عليه الآية.
هل كس َّ ر موسى الألواح في غضبه وألقى بها؟
الآية في هذا ناطقة بما يلي: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ (الأعراف: ١٥٠) هذا غضب موسى، لكن الروايات التي ذ ُ كرت تفيد أنه حينما ألقى الألواح تكسرت فر ُ فعت ستة أسباعها، وبقي منها سبع واحد، وكان فيما رفع تفصيل كل شيء، وفيما بقي هدى ورحمة. تفسير النسفي والطبري وغيرهم، إنما رواه النسفي في هذه الرواية كله من الإسرائيليات لم؟
أولًا: لأن ابن إسحاق وهو صاحب الرواية عند الطبري معروف برواية الإسرائيليات.
ثانيًا: كيف ر ُ فع تفصيل كل شيء في ستة أسباع الألواح، وهو كل شيء كان بنو إسرائيل محتاجين إليه في دينهم من المواعظ وتفصيل الأحكام، فالقرآن أثبت بطلان هذه الرواية بقوله: ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف: ١٥٤) هذه الألواح بالألف واللام، فالألف واللام هنا ذكرت في الألواح كلمة معرفة بأل، وفي قوله تعالى في الآية الأخرى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ وفي قوله: ﴿وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ﴾ وفي: ﴿أخَذَ الْأَلْوَاحَ﴾ كلها بالألف واللام، والاسم إذا