من أخذه عنه بحرف واحد، ومنهم من أخذه بحرفين، ومنهم من زاد، ثم تفرّقوا في البلاد، وهم على هذه الحال، فاختلف بسبب ذلك أخذ التابعين عنهم.
٤ - وقد بعث عثمان رضي الله عنه بالمصاحف- حين كتبها زيد بن ثابت بأمره- إلى الأمصار والآفاق العديدة، وأرسل مع كل مصحف من توافق قراءته في الأكثر الأغلب، وهذه القراءات قد تخالف الذائع الشائع في القطر الآخر عن طريق المبعوث الآخر بالمصحف الآخر.
٥ - كان المشتهرون من الصحابة بإقراء القرآن عثمان، وعليّ، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وسائر أولئك الذين أرسلهم عثمان رضي الله عنه وعنهم بالمصاحف إلى الآفاق الإسلامية. وكان المشتهرون من التابعين بإقراء القرآن سعيد بن المسيب، وعروة، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسليمان بن يسار، وأخوه عطاء وآخرون.
٦ - في آخر عهد التابعين انتبه كثير من علماء القرآن إلى ما أخذ يتسلل إلى الناس من اضطراب السلائق، ومظاهر العجمة وبوادر اللحن، فتجرد قوم منهم ونهضوا بأمر القراءات يضبطونها ويحصرونها ويعنون بأسانيدها كما فعلوا مثل ذلك في الحديث وعلم التفسير.
وقد اشتهر ممن نهض بذلك أئمة سبعة حازوا ثقة العلماء والقراء في مختلف الأمصار وإليهم تنسب القراءات السبعة «١».
وهم: نافع بن نعيم المدني المتوفى سنة (١٦٩ هـ)، وعاصم بن أبي النجود الأسدي، المتوفى سنة (١٢٧ هـ)، وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي، المتوفى سنة

(١) كان أول من حصرهم هكذا الإمام أحمد بن موسى بن عباس حين أخذ على نفسه ألا يروي القرآن إلا على من اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة، واتفاق الأئمة على الأخذ عنه والتلقي منه.


الصفحة التالية
Icon