وفي قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ [الزخرف: ٨٤] يقولون: هو إله معبود بحق من أهل السماء والأرض.
وفي قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ... [الواقعة: ٨٥] يقولون:
ملائكة الله تعالى... وأمثالها.
٣ - الفرق بين السلف والخلف:
تبيّن أن السلف والخلف متّفقون على التأويل الإجمالي في آيات الصفات المتشابهة، ثم يفوّض السلف معانيها إلى الله تعالى.
أما الخلف فيعمدون إلى تأويلها تفصيلا، اعتمادا على النصوص الأخرى وبيان لغة العرب.
٤ - الرأي الراجح:
الرأي الراجح هو رأي السلف، لأدلة منها:
١ - إن الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله تعالى عليهم، وقفوا عند الآيات المتشابهات، ولم يؤوّلوها بأيّ تأويل قريب أو بعيد.
٢ - إن المتشابه هو ما لا يوقف على المراد منه، فيكون التفويض هو الحقّ، قال الله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ [آل عمران: ٧] ثم قال: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا [آل عمران: ٧].
والواو في (والراسخون) لابتداء الكلام واستئنافه.
٣ - قال صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله تعالى عنها: «... فإذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم... » «١».