الفصل الأول النسخ (معناه- جوازه- أهميته)
١ - معنى النسخ
١ - في اللغة: يطلق النسخ في اللغة ويراد به معنيان:
أ- النقل: أي نقل الشيء وتحويله من حالة إلى حالة مع بقائه في نفسه، ومنه: نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه. وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم بقوله تعالى: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية: ٢٩] أي ننقل أعمالكم إلى الصحف، ومن الصحف إلى غيرها.
ب- الإزالة: بمعنى رفع الشيء وإعدامه، ومنه: نسخت الشمس الظل إذا أزالته، ونسخت الريح آثار القدم أي أعدمته. وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم بقوله تعالى: فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ [الحج: ٥٢] أي يزيل ويعدم وساوس الشيطان وتزييفه.
٢ - في الاصطلاح: عرف الأصوليون والفقهاء النسخ بقولهم: رفع الشارع حكما شرعيا بدليل شرعي متراخ عنه. أي رفع استمرار العمل بالحكم السابق، والعمل بالحكم الثابت آخرا.
هذا التعريف يتناول النسخ الواقع في الكتاب وفي السنة، وظاهره يفيد أن النسخ لا يتوجه إلا إلى الحكم فقط، ولا يتوجه إلى نسخ التلاوة.
ومرادنا هنا النسخ في القرآن وهو: رفع الحكم الثابت بالنص القرآني، أو رفع تلاوة النص والحكم الثابت به معا.