أوشك أن يسبق عصره في بعض لمحاته الموفّقة، التي نفذ بها إلى إدراك الجمال الفني في كتاب الله تعالى. وكان أنفذ حسّا وأكثر توفيقا من كل من كتبوا في هذا الباب على وجه العموم حتى في العصر الحديث.
٧ - ومن أشهر من كتب في هذا الموضوع حديثا:
أ- مصطفى صادق الرافعي (١٢٩٧ - ١٣٥٦ هـ) ألّف في هذا كتابه (إعجاز القرآن). وهو- كما قال مؤلفه- كان هذا الكتاب مبحثا من مباحث كتابنا الكبير (تاريخ آداب العرب). ثم أفردناه ليكون كتابا بنفسه تعمّ به المنفعة ويسهل على الناس تناوله. وهو خير ما كتب حديثا في هذا الموضوع، وقد عني فيه مؤلفه عناية خاصّة بالنظم الموسيقى في القرآن، وفيه كلمات رائعة ولمحات موفقة في فهم كتاب الله عز وجل، حتى قال فيه أحد المقرّظين له: يجب على كل مسلم عنده نسخة من القرآن أن تكون عنده نسخة من هذا الكتاب.
ب- سيد قطب المتوفى سنة (١٩٦٥ م) وهو من خير من ألّف وكتب في هذا الباب حديثا، ومؤلفاته من أروع ما كتب، فقد عالج رحمه الله تعالى نواحي خاصة من إعجاز القرآن، فأبدع فيها وأجاد، ومن خير آثاره في ذلك: (التصوير الفني في القرآن) ففيه تخريجات ذكية، واستنباطات سديدة، وأفكار ناضجة، في استلهام الجمال الفني القرآني بأسلوب مشرق جذّاب. ومثله كتاب: (مشاهد يوم القيامة في القرآن). هذا إلى جانب تفسيره: (في ضلال القرآن) وما فيه من لمسات ونفحات تشير إلى عظمة كتاب الله تعالى وسر إعجازه وروعة بيانه.