حسية، فإذا هي خفاف ترتفع بها كفة الموازين، فلا يقابل خفتها وارتفاعها إلا هاوية سحيقة منخفضة في الدرك الأسفل من النار الحامية، التي لا يكون للمجرم في ذلك الهول أم سواها يلجأ إليها ويعتصم بها، وساءت ملجأ ومعتصما.
ومنها قوله تعالى: وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً [الأنفال: ٢].
نسبت الزيادة وهي (فعل الله) إلى الآيات لكونها سببا لها.
وقوله تعالى: يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً [غافر: ٣٦] نسب البناء إليه، وهو فعل العمّال، لكونه آمرا به.
وقوله تعالى: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً [المزمل: ١٧] نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه.
الثاني- المجاز اللغوي، وهو واقع في المفرد.
وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولا. وهو أنواع كثيرة:
١ - إطلاق اسم الكل على الجزء، نحو قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ [البقرة: ١٩] أي: يجعلون أناملهم في آذانهم، ونكتة التعبير عن الأنامل بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة في الفرار، وفي ذلك تصوير لحالتهم النفسية وما أصابهم من الذعر والهلع وهم يولون هاربين.
٢ - إطلاق اسم الجزء على الكل، نحو قوله تعالى: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن: ٢٧] أي ذاته. وقوله تعالى: فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة: ١٥٠] أي: ذواتكم، إذ الاستقبال يجب أن يكون بالصدر.
٣ - إطلاق اسم الخاص على العام، نحو قوله تعالى: إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ [الشعراء: ١٦] أي: رسله.