٥ - وفاته:
كان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قد اختار المقام بمكة المكرمة، وقد اعتزل الفتن، فلما كانت خلافة عبد الله بن الزبير مقرها مكة المكرمة، خرج ابن عباس عنها إلى الطائف، وأقام بها حتى مات، وقد كفّ بصره، وصلّى عليه محمد ابن الحنفية، وقبره بجوار مسجد ابن عباس بالطائف.
وكانت وفاته سنة (٦٨ هـ) رحمه الله تعالى ورضي عنه «١».
٤ - أبيّ بن كعب رضي الله عنه
١ - التعريف به:
هو أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي.
أسلم قبل هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان يكتب في الجاهلية قبل الإسلام، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وآخى رسول صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما.
٢ - علمه:
صحب أبيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مقدمه المدينة المنورة صلّى الله عليه وسلّم، وأقبل على كتاب الله تعالى يقرؤه ويفهمه ويعمل به، فكان حقّا صاحب علم وورع وزهادة.
روى ابن سعد بسنده إلى أنس رضي الله تعالى عنه قال: دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبيّ بن كعب يوما فقال: «إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك، قال: الله سمّاني لك؟ قال: الله سمّاك لي» فجعل أبيّ يبكي «٢».
(٢) طبقات ابن سعد (٣/ ٥٠٠) فيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرأ عليه (لم يكن... ).