الزُّجاجَةُ وذلك صدر المؤمن الذي فيه قلبه كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ «١».
٥ - والإعجاز ظاهر في الآية من حيث إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وروعة التصوير للنور الإلهي الذي يعمّ جميع الكائنات بالنور والهداية. ومن الصور البلاغية فيها:
أ- التشبيه المرسل في قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ حيث جاء التشبيه بواسطة الأداة، وهي (الكاف) وهو تشبيه تمثيلي، لأن وجه الشبه منتزع من متعدد. قال الكرخيّ: ومثّل الله نوره، أي معرفته في قلب المؤمن، بنور المصباح دون نور الشمس، مع أن نورها أتم، لأن المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدور، والصدر في البدن؛ بالمصباح، والمصباح في الزجاجة، والزجاجة في القنديل «٢».
ب- الطباق في قوله تعالى: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ فالشمس والظل يتعاقبان عليها، وأن ذلك أجود لحملها وأصفى لزيتها.
ج- إطلاق المصدر على اسم الفاعل في قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي: منورهما، للمبالغة. ومن فسّر النور بالهداية، فقد ذهب إلى أن في الجملة استعارة.
د- التنكير: في قوله تعالى نُورٌ عَلى نُورٍ وفيه فخامة ومبالغة، حيث النور متعدد ومتضاعف.

(١) تفسير الطبري (٩/ ٣٢٥).
(٢) الجدول في إعراب القرآن، للصافي (١٨/ ٢٦٥).


الصفحة التالية
Icon