سابعا- من أقسام القرآن الاستدلال على الله الخالق المبدع
تمهيد:
قال الحافظ ابن القيّم في كتابه «التبيان في أقسام القرآن»:
«تضمنت الآيات القسم بالخالق والمخلوق، فأقسم بالسماء وبانيها، والأرض وطاحيها، والنفس ومسوّيها.
وقد قيل: إن (ما) مصدرية، فيكون الإقسام بنفس فعله تعالى، فيكون قد أقسم بالمصنوع الدّالّ عليه وبصنعته الدّالّة على كمال علمه وقدرته وحكمته وتوحيده «١»
... ».
قال الله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [الشمس: ١ - ١٠].
١ - شرح المفردات:
«والشمس وضحاها»: يقسم الله بالشمس وضوئها إذا أشرقت صباحا وتم ضياؤها في وقت الضحى.
«والقمر إذا تلاها»: تبعها في الإضاءة بعد غروبها.
«والنهار إذا جلّاها»: أظهر الشمس للراءين.

(١) التبيان في أقسام القرآن (ص ١٥).


الصفحة التالية
Icon