رضي الله عنه المصاحف؛ فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد (١).
وقال الزّهريّ: بلغني أنّ ذلك كره من مقالة ابن مسعود، كرهه رجال من أفاضل أصحاب النّبيّ ﷺ (٢).
وتقدّم أمر حذيفة لابن مسعود بأن يدفع مصحفه لمن كلّفه أمير المؤمنين بإزالة المصاحف بالكوفة، وامتنع ابن مسعود.
وهذا أبو الدّرداء، وهو سيّد أهل الشّام، وأحد من تنتهي إليهم قراءة ابن عامر، يبلغه صنيع ابن مسعود، فلا يرضاه:
قال علقمة بن يزيد النّخعيّ: قدمت الشّام، فلقيت أبا الدّرداء، فقال: كنّا نعدّ عبد الله حنّانا، فما باله يواثب الأمراء؟ (٣).
_________
(١) أثر صحيح. أخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٢٨٤) وابن شبّة (٣/ ١٠٠٤) قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مصعب، به.
قلت: وهذا إسناد صحيح.
(٢) أثر صحيح. أخرجه أبو عبيد (ص: ٢٨٣) والتّرمذيّ (رقم: ٣١٠٣) وابن أبي داود في «المصاحف» (ص: ١٧) وابن عساكر (٣٣/ ١٣٩) بإسناد صحيح إلى الزّهريّ.
(٣) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي داود (ص: ١٨) وابن عساكر (٣٣/ ١٤٠) من طريق عبد السّلام بن حرب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. وإسناده صحيح.


الصفحة التالية
Icon