امرأته: ما عندنا شيء، ولكن أخرج ألتمس لك عشاء، فخرجت، ووضع رأسه فنام، فرجعت إليه فوجدته نائما، وأيقظته فلم يطعم شيئا، وبات وأصبح صائما حتّى انتصف النّهار، فغشي عليه، وذلك قبل أن تنزل هذه الآية، فأنزل الله فيه (١).
واعتبار هذا الشّرط لصحّة النّسخ يبطل الخوض في مسألة تعرّضت لها طائفة من أهل الأصول، وهي: (هل ينسخ الحكم قبل امتثاله؟) وتكلّموا فيها بما لا يزيد علما ولا يبنى عليه عمل، كالّذي جاء في حديث فرض الصّلوات ليلة المعراج، أنّ الله تعالى فرض خمسين صلاة، ثمّ نسخها بخمس قبل أن يقع امتثال التّكليف الأوّل.
فليس هذا من باب النّسخ الّذي نقصد إلى ضبطه ليستفيد المتفقّه من تأصيله.
ولا أثر لتقدّم الآية النّاسخة وتأخّر المنسوخة في ترتيب المصحف؛ لأنّه لم يراع في ذلك النّزول، وإنّما العبرة بزمن تشريع الحكم.
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣٠/ ٥٧٣ - ٥٧٥ رقم: ١٨٦١١، ١٨٦١٢) والبخاريّ (رقم: ١٨١٦) وأبو داود (رقم: ٢٣١٤) والتّرمذيّ (رقم: ٢٩٦٨) والنّسائيّ (رقم: ٢١٦٨) والدّارميّ (رقم: ١٦٤٥) من طريق أبي إسحاق السّبيعيّ، عن البراء، به.
واللّفظ للنّسائيّ، وقال التّرمذيّ: «حديث حسن صحيح».


الصفحة التالية
Icon