وثبت من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلّم علما ممّا يبتغى به وجه الله، لا يتعلّمه إلّا ليصيب به عرضا من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة» يعني ريحها (١).
والعلم النّافع المحقّق لمعرفة الله عز وجلّ وخشيته لا يكون إلّا مع الإخلاص والاستعانة به، والقصد إلى العمل بذلك العلم.
كذلك من الحجب الكثيفة المانعة من إدراك حقائق التّنزيل والفهم السّليم لكلام الله: اتّباع الهوى، كان ذلك في الشّبهات أو في الشّهوات.
وقد قال الله عز وجلّ لعبده داود عليه السّلام: فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ
وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص: ٢٦]، وقال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص: ٥٠].
_________
(١) حديث حسن. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٧٣١) وأحمد (١٤/ ١٦٩ رقم: ٨٤٥٧) وأبو داود (رقم: ٣٦٦٤) وابن ماجة (رقم: ٢٥٢) وأبو يعلى (رقم: ٦٣٧٣) وآخرون من حديث أبي هريرة، به.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، عند الخطيب في «الجامع لأخلاق الرّاوي» (رقم: ١٦). وهو حديث حسن بطريقيه، كما بيّنته في «علل الحديث» وغيره.


الصفحة التالية
Icon