وفي رواية، قال عقبة بن عامر: كنّا جلوسا في المسجد نقرأ القرآن، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلّم علينا، فرددنا عليه السّلام، ثمّ قال: «تعلّموا كتاب الله... » وذكر الحديث (١).
وفي هذا الحديث من العلم:
١ - وجوب تعلّم القرآن.
٢ - تأكيد ندب المواظبة على تلاوته خشية التّفلّت.
٣ - الحثّ على التّغنّي به، وهو وارد عند أهل العلم على معنيين:
أوّلهما: الاستغناء به عمّا سواه، وهو بأن يجعل الإنسان القرآن كفايته لصلاح دينه ودنياه، وذلك باتّباعه، والعمل به، والوقوف عند حدوده
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٩٩٨٢) وأحمد (٤/ ١٤٦) وأبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٧٠) والدّارميّ (رقم: ٣٢٢٧) والنّسائيّ في «فضائل القرآن» (رقم: ٥٩، ٧٤) وابن نصر في «قيام اللّيل» (ص: ١٢٣) والفريابيّ في «الفضائل» (رقم: ١٦٢، ١٦٣) والرّويانيّ (رقم: ٢٠٩) والطّبرانيّ في «الكبير» (١٧/ ٢٩٠ - ٢٩١) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ١٩٦٧) من طريق موسى بن عليّ بن رباح، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة، به، ولفظ الرّواية الثّانية لابن أبي شيبة.
وأمّا الرّواية الأخيرة فأخرجها أحمد (٤/ ١٥٠، ١٥٣) وأبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٦٩ - ٧٠) والنّسائيّ في «الفضائل» (رقم: ٦٠) والطّبرانيّ (١٧/ ٢٩٠، ٢٩١) من طريق قباث بن رزين اللّخميّ، قال: سمعت عليّ بن رباح اللّخميّ، يقول: سمعت عقبة، به. قلت: وإسناده من الوجهين صحيح.


الصفحة التالية
Icon