٢ - وعن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، عن النّبيّ ﷺ قال:
«خيركم (وفي لفظ: إنّ أفضلكم) من تعلّم القرآن وعلّمه» (١).
وفي هذا بيان منزلة أهل القرآن الّذين يقبلون عليه تعلّما وتعليما، فهؤلاء من أفضل النّاس عملا.
٣ - وعن عقبة بن عامر الجهنيّ، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ يوما ونحن في الصّفّة، فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق، فيأتي كلّ يوم بناقتين كوماوين زهراوين، فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم؟» قال: قلنا: كلّنا يا رسول الله يحبّ ذلك، قال:
«فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهنّ من الإبل» (٢).
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (رقم: ٤٠٥، ٤١٢، ٤١٣) والبخاريّ (رقم:
٤٧٣٩، ٤٧٤٠) وأبو داود (رقم: ١٤٥٢) والتّرمذيّ (رقم: ٢٩٠٧، ٢٩٠٨) والنّسائيّ في «فضائل القرآن» (رقم: ٦١، ٦٣) وابن ماجة (رقم: ٢١٢) والدّارميّ (رقم: ٣٢١٧) من طريق أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عثمان، به.
قال التّرمذيّ: «حديث حسن صحيح». قلت: وفصّلت بيانه في «علل الحديث».
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٣٠٠٦٥) وأحمد (٤/ ١٥٤) وأبو عبيد (ص: ٤٤ - ٤٥) ومسلم (رقم: ٨٠٣) وأبو داود (رقم: ١٤٥٦) والفريابيّ في «الفضائل» (رقم: ٦٧، ٦٨) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ١٩٣٤) من طرق عن موسى بن عليّ بن رباح، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة، به.
قوله: (بطحان أو العقيق) واديان قريبان من المدينة، و (كوماوين) الكوماء: هي النّاقة لها سنام عال مشرف، وأراد عظيمتي السّنام، و (زهراوين) أي حسنتي المرأى.