فصاحب القرآن الّذي يعمل به هو القائم به ليله بالصّلاة به وتدبّره وتفهّم معانيه، ونهاره بامتثال أحكامه وشرائعه، فهذا يتمنّى من لم يحصّل مثل تحصيله أن لو كان له مثل ذلك.
كما يفسّره حديث أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال:
«لا حسد إلّا في اثنتين: رجل علّمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء اللّيل وآناء النّهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحقّ، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل» (١).
المبحث الرابع: الاعتناء بحفظ القرآن
حثّ النّبيّ ﷺ على حفظ القرآن إلى جنب الاعتناء بفهمه والعمل به، وبيّن أنّ الإنسان يبلغ بذلك المنازل عند الله تعالى بمقدار ما حمل من القرآن في الدّنيا وتيسّر بلسانه من قراءته.
عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والّذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ له أجران».
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (رقم: ١٠٢١٤، ١٠٢١٥) والبخاريّ (رقم:
٤٧٣٨، ٦٨٠٥، ٧٠٩٠).