يضرب من أوّل القرآن إلى آخره، كلّما حلّ ارتحل».
فهذا حديث لا يصحّ (١).
٢ - أنّ التّلاوة إنّما أريدت في الأصل؛ لتدبّر القرآن وفهمه والعمل به، وهذا على التّأنّي أعظم نفعا؛ لذلك كان الصّحابة في عهد النّبيّ ﷺ لا يتجاوزون عشر آيات من القرآن إلى أن يتعلّموا ما فيها من العلم والعمل.
_________
(١) أخرجه التّرمذيّ (رقم: ٢٩٤٨) وابن نصر في «قيام اللّيل» (ص: ٢٤٠) والحكيم في «النّوادر» (رقم: ٨٥٢ - تنقيح) والطّبرانيّ في «الكبير» (رقم: ٢٧٨٣) والحاكم (رقم: ٢٠٨٨، ٢٠٨٩) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢٠٠١، ٢٠٦٩) من طرق عن صالح بن بشير المرّيّ، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عبّاس، به.
قلت: وإسناده ضعيف جدّا، صالح المرّيّ، كان صالحا، لكنّه متروك الحديث.
قال الحاكم: «تفرّد به صالح المرّيّ، وهو من زهّاد أهل البصرة».
وقال التّرمذيّ: «هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابن عبّاس إلّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بالقويّ».
ورواه بعضهم عن صالح المرّيّ، فلم يذكر في إسناده (عن ابن عبّاس).
أخرجه الدّارميّ (رقم: ٣٣٥٠) والتّرمذيّ، وإسناده أوهى من المتّصل.
وروي له شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه الحاكم (رقم: ٢٠٩٠) من طريق مقدام بن داود بن تليد الرّعينيّ، حدّثنا خالد بن نزار، حدّثني اللّيث بن سعد، حدّثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
قال الذّهبيّ في «تلخيص المستدرك»: «موضوع على سند الصّحيحين، والمقدام متكلّم فيه، والآفة منه».
كما أخرجه ابن المبارك في «الزّهد» (رقم: ٨٠٠) بسند واه.
فهذا حديث لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا لبيان وهائه.