كما قال رضي الله عنه: «من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث فهو راجز» (١).
الرّجز: شعر خفيف الوزن خفيف الأداء، وقيل: يشبه الشّعر، قال ابن الأثير: «إنّما سمّاه راجزا؛ لأنّ الرّجز أخفّ على لسان المنشد، واللّسان به أسرع من القصيد» (٢).
وترك الختم إلى ما فوق الأربعين لا ينبغي ما وجد المسلم إليه سبيلا، ولم يشغله عنه ما هو أولى في تقدير الشّرع، أقول هذا مع أنّي لا أرى الأربعين خرجت مخرج التّحديد لأكثر مدّة للختم كمّا بيّنته في الفصل السّابق.
وممّا يعين قارئ القرآن على التّدبّر أمور يراعيها حال التّلاوة، منها:
١ - أن يقرأ في موضع سكون،
ويجتنب القراءة في مواضع اللّغط وارتفاع الأصوات؛ لما يقع بها من التّشويش عليه فلا يتحقّق له المقصود من التّلاوة على وجهه.
وقد أمر الله تعالى من حضر التّلاوة بالإنصات، لتحقيق نفع المستمع والتّالي، فالمستمع لئلّا يشغل عن القرآن بغيره وهو يسمعه، والتّالي لئلّا يرد
_________
(١) أثر صحيح. أخرجه عبد الرّزّاق (رقم: ٥٩٤٦) - ومن طريقه: الطّبرانيّ في «الكبير» (رقم: ٨٧٠١) - عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، أبو إسحاق هو السّبيعيّ، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك الجشميّ.
(٢) النّهاية في غريب الحديث (٢/ ٢٠٠).


الصفحة التالية
Icon