وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً ٣، فقال عمر: ما أعلم منها إلّا ما تقول (١).
وأمّا ما صحّ عن البراء بن عازب من قوله: آخر آية أنزلت آية الكلالة، وآخر سورة أنزلت براءة.
وفي لفظ: إنّ آخر سورة أنزلت تامّة سورة التّوبة، وإنّ آخر آية أنزلت آية الكلالة (٢).
فقد يكون قصد آخر ما نزل في الطّوال؛ وذلك أنّ سورة التّوبة ليس فيها الإشارة إلى أجل النّبيّ ﷺ كما وقع في سورة النّصر، وإنّما نزلت سورة التّوبة بعد غزوة تبوك وبعد هجر النّبيّ ﷺ للثّلاثة الّذين
خلّفوا حيث نزل القرآن بشأنهم، وذلك في سنة تسع للهجرة، وكانت قد نزلت قبل الحجّة الّتي بعث النّبيّ ﷺ أبا بكر عليها، فقد بعث عليّا بهذه السّورة في تلك الحجّة، ومكث النّبيّ ﷺ بعدها ما يزيد على عام، وصحّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه: إنّ الله عزّ وجلّ تابع الوحي على رسول الله ﷺ قبل وفاته حتّى توفّي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفّي رسول الله ﷺ (٣).
...
_________
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاريّ (رقم: ٣٤٢٨، ٤٠٤٣، ٤١٦٧، ٤٦٨٥، ٤٦٨٦) وهو في بعض هذه المواضع مختصر.
(٢) حديث صحيح. متّفق عليه، ولفظه الثّاني لمسلم، وتقدّم تخريجه عن البراء قريبا في آخر آية أنزلت.
(٣) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٤٦٩٧) ومسلم (رقم:
٣٠١٦).