وفي رواية لهذه القصّة، قال أنس:
كان رجل نصرانيّا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيّا، فكان يقول: ما يدري محمّد إلّا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمّد وأصحابه لمّا هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمّد
وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لمّا هرب منهم فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنّه ليس من النّاس، فألقوه (١).
وهذه العقوبة وعيد لمن يظنّ أنّه يقدر أن يبدّل كلام الله، ذلك أنّ الله تعالى قد تعهّد بحفظه، كما قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ٩ [الحجر: ٩].
فحاصل هذا المبحث:
أنّ جمع القرآن على العهد النّبويّ كان بهذين الطّريقين: جمعه في
_________
(١) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٣٤٢١) من طريق عبد العزيز بن صهيب، واللّفظ له، ومسلم (رقم: ٢٧٨١) من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن أنس.


الصفحة التالية
Icon