وسكنها، وصار شيخ الشّهود العدول بها، وقال الذّهبيّ في «تاريخ الإسلام»: «قرأ لقالون على أبي الحسين بن بويان، وقرأ لأبي عمرو على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي والحسن بن محمد الفحام، وقرأ لعاصم على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النّقّاش، وقرأ لحمزة على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم صاحب إدريس الحدّاد، وقرأ لحمزة أيضا على أبي عيسى بكّار بن أحمد وأبي الحسن محمد بن عبد الله بن مرّة الطّوسيّ» «١». وقال الخطيب: «وكان كريما سخيا، مفضلا على أهل العلم، حسن المعاشرة، جميل الأخلاق، وداره مجمع أهل القرآن والحديث، وكان ثقة» «٢».
وقد صرّح الأهوازيّ في كتابه هذا بأنه قرأ عليه القرآن الكريم من أوله إلى خاتمته بقراءة عاصم بن أبي النّجود- رواية حفص بن سليمان عنه- «٣».
٥ - أبو مسلم محمد بن أحمد بن عليّ بن حسين الكاتب البغداديّ المتوفى بمصر سنة ٣٩٩ هـ- «٤».
ولد سنة ٣٠٥ هـ-، وروى القراءات سماعا عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن أحمد ابن قطن، وعلي بن أحمد بن بزيع. وسمع من جماعة، ودخل المغرب، وسكن مصر بأخرة، قال الذّهبيّ في «تاريخ الإسلام»: «روى عنه الحافظ عبد الغني، وأبو عمرو الدّاني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازيّ» وذكر غيرهم «٥».
٦ - ولعلّه قرأ بها على شيخه أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى الحربيّ، فالحربية من محالّ بغداد كما هو معروف، قال ابن الجزري: «شيخ روى القراءة عن أحمد ابن عبد الرّحمن الولي، قرأ عليه أبو عليّ الأهوازيّ ونسبه وكناه» «٦».
قلت: وممّا يؤيد كونه بغداديا أنّ شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الولي شيخ بغدادي معروف توفي سنة ٣٥٥ هـ- «٧».
٧ - ولعلّه قرأ ببغداد على شيخه أبي بكر أحمد بن محمد بن سويد الباهليّ المؤدب، قال ابن الجزري: «روى القراءة عرضا عن عليّ بن سعيد بن ذؤابة، روى القراءة عنه أبو عليّ
(٢) تاريخ الخطيب: ٦/ ٥١١.
(٣) المخطوطة، الورقة ٥ أ.
(٤) تاريخ الخطيب: ٢/ ١٦٨، وتاريخ الإسلام، الورقة ٢٤٩ - ٢٥٠ (أياصوفيا ٣٠٠٨)، ومعرفة القراء: ١/ الترجمة ٢٨٦، وميزان الاعتدال: ٣/ ٤٦١، والوافي بالوفيات: ٢/ ٥٢، وغاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٥٦.
(٥) تاريخ الإسلام، الورقة ٢٥٠ (أياصوفيا ٣٠٠٨).
(٦) غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٩٦.
(٧) انظر: تاريخ الخطيب ٥/ ٤١٠، وتاريخ الإسلام، الورقة ١٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧/ ١٠)، ومعرفة القراء: ١/ الترجمة ٢٢٧، وغاية النهاية: ١/ الترجمة ٢٨٨.