الأخفش «١»».
ولذلك عني الأهوازيّ بأخذ قراءة ابن عامر عنه، فذكر في كتابه هذا أنّه قرأ القرآن من أوله إلى خاتمته بقراءة ابن عامر- رواية عبد الله بن ذكوان، وهشام بن عمّار عنه- سنة ٣٩٣ هـ- «٢».
وكان الأهوازيّ معجبا بشيخه أبي بكر السّلميّ إعجابا شديدا، فقد نقل العلّامة شمس الدّين ابن الجزري في «غاية النهاية» من كتاب «الاتضاح» لأبي علي الأهوازيّ قوله فيه: «وما خلت دمشق قطّ من إمام كبير في قراءة الشّاميين يسافر إليه فيها، وما رأيت بها مثل أبي بكر السّلميّ، من ولد أبي عبد الرحمن السّلميّ، إماما في القراءة ضابطا للرّواية قيّما بوجوه القراءات يعرف صدرا من التّفسير ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب الأخفش، له منزلة في الفضل والعلم والأمانة والورع والدّين والتقشّف والفقر والصّيانة» «٣».
وقرأ الأهوازيّ بدمشق على أبي الحسين محمد بن أحمد بن خلف بن أبي المعتمر الرّقيّ المعروف بابن الفحّام المتوفى بالرقة سنة ٣٩٩ هـ-. وقد ذكر الذهبيّ «٤» وابن الجزريّ «٥» أنّ ابن الفحّام أخذ القراءة عرضا عن زيد بن علي ابن أبي هلال وعليه عمدته، وأنّه نزل دمشق في أيام العبيديين، فكان يتشيّع، ووصفه أبو عمرو الدّاني بالخير والفضل والزّهد والتقشّف. وذكرا أنّ أبا عليّ الأهوازي روى عنه القراءة عرضا.
وقرأ بها أيضا على إمام جامع دمشق ومقرئه أبي الحسن علي بن داود بن عبد الله الدّارانيّ القطّان المتوفى سنة ٤٠٢ هـ-. وهو إمام مقرئ ضابط متقن محرر زاهد ثقة. قرأ القرآن الكريم بالرّوايات على طائفة منهم: أحمد بن عثمان ابن السّبّاك، وأبو الحسن ابن الأخرم وهو آخر من روى عنه في الدّنيا. قال الكتّانيّ: «كان ثقة انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشّاميين... حضرت جنازته في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربع مائة» «٦». وذكر الإمامان الذّهبيّ «٧» وابن الجزري «٨» أنّ الأهوازيّ قرأ عليه بدمشق.
كما قرأ بها على شيخه أبي الفرج الهيثم بن أحمد بن محمد بن سلمة القرشيّ الشّافعيّ الدّمشقيّ المعروف بابن الصّباغ إمام مسجد سوق اللؤلؤ بدمشق، وهو ممّن أخذ
(٢) المخطوطة، الورقة ٤ أ.
(٣) غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٩٣.
(٤) تاريخ الإسلام، الورقة ٢٥٠ (أياصوفيا ٣٠٠٨).
(٥) غاية النهاية: ٢/ الترجمة ٢٧٨٩.
(٦) ذيل موالد العلماء ووفياتهم، وفيات سنة ٤٠٢.
(٧) معرفة القراء: ١/ الترجمة ٢٩٥، وتاريخ الإسلام، الورقة ٢٠ (أياصوفيا ٣٠٠٩).
(٨) غاية النهاية: ١/ الترجمة ٢٢١٨، وانظر: تبيين كذب المفتري لابن عساكر: ٢١٤ - ٢١٧، ونهاية الغاية، الورقة ١٥٥، وشذرات الذهب: ٣/ ١٦٤.