جعفر الإصطخري، وأخبرني أنّه قرأ على أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني، وأخبره أنّه قرأ على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي الصّغير، وأخبره أنه قرأ على أبي الحارث الليث بن خالد المروزي الحاجب «١» وأخبره أنّه قرأ على الكسائي، وهو أبو الحسن عليّ ابن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكسائي من أهل باكسايا، قرية من سواد العراق. ولد بالكوفة، ونشأ بها، وقرأ على جماعة من أهلها، منهم: حمزة بن حبيب الزّيات، وقرأ حمزة على جماعة، منهم: ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه، وقرأ أخوه على أبيه، وقرأ أبوه على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وقرأ عليّ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الكسائي أيضا على عيسى بن عمر الهمداني، وقرأ عيسى على طلحة بن مصرّف وقرأ طلحة على إبراهيم النّخعي، وقرأ النّخعي على علقمة ابن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وكان الكسائي رحمه الله إماما في القراءة، عالما في العربية، معلما الأمين والمأمون، خرج مع الرّشيد في خروجه إلى طوس، مات في قرية من قرى الرّي يقال لها أرنبوية «٢» سنة تسع، ويقال سنة خمس، ويقال: اثنتين وثمانين ومائة «٣»، هكذا أهل القراءة يقولون. وأما أهل التواريخ فإنّهم يزعمون أنّ خروج الرّشيد إلى طوس كان سنة إحدى وتسعين ومائة، والله أعلم.
ومات أبو عمر الدّوري سنة ست وأربعين ومائتين.
ومات أبو الحارث سنة أربعين ومائتين.
وقال أبو عبد الله الكسائي الصّغير: مات أبو الحسن الكسائي ولي أربع سنين.
وأما قراءة أبي عمرو بن العلاء رواية أبي محمد اليزيدي عنه،
- قال أبو عليّ-: فإنّي قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته بالهمز والإظهار وبالإدغام وترك الهمز، وبترك الهمز مع الإظهار على أبي الحسن عليّ بن الحسين بن عثمان بن سعيد البغدادي المقرئ بالأهواز سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة. وأخبرني أنّه قرأ بها كذلك على
(٢) ينظر: معجم البلدان: ١/ ٢٢٣، ويقال فيها: برنبويه- بالباء الموحدة- كما في معجم ياقوت.
(٣) صحح الإمام الذهبي وفاته في سنة تسع وثمانين ومائة وهو قول أحمد بن جبير الأنطاكي وابن مجاهد وغير واحد. أما قول من قال بوفاته سنة ١٨١ أو ١٨٢ أو ١٨٣ أو ١٨٥ فقد وهاها الذهبي (انظر المعرفة ١/ الترجمة ٤٥).