الباقون: بإدغام الباء عند الميم فيهما «١».
واللام عند الذّال في قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ* (البقرة ٢٣١ وغيرها) حيث كان أدغمها أبو الحارث وحده عن الكسائي، وأظهرها الباقون «٢».
واللام عند الرّاء في قوله تعالى: قُلْ رَبِّ* (الإسراء ٢٤ وغيرها)، (قل رَبُّكُمْ) (الأنعام ١٤٧) ونحوهما. أظهرهما قالون عن نافع بخلاف عنه، وأدغمها الباقون «٣».
واتفقوا على إظهار لام (قل) عند التّاء والسّين والصّاد والنّون مثل قوله تعالى: قُلْ تَمَتَّعُوا (إبراهيم ٣٠)، قُلْ سِيرُوا* (الأنعام ١١ وغيرها)، قُلْ صَدَقَ اللَّهُ (آل عمران ٩٥)، قُلْ نارُ جَهَنَّمَ (التوبة ٨١) ونحوهن.
وأجمعوا على إظهار الظّاء والضّاد عند التّاء مثل قوله تعالى: أَوَعَظْتَ (الشعراء ١٣٦)، فَقَبَضْتُ (طه ٩٦)، وفَرَضْتُمْ (البقرة ٢٣٧) ونحوهن. وعلى إدغام الطّاء وإبقاء صوتها عند التّاء في قوله تعالى: فَرَّطْتُمْ (يوسف ٨٠)، وأَحَطْتُ (النمل ٢٢)، وبَسَطْتَ (المائدة ٢٨) ونحوهن.
وعلى إدغام القاف وصوتها عند الكاف في قوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ في سورة المرسلات (٢٠).
وسمعت أبا الفرج الشّنبوذي يقول: كان أبو بكر النّقاش يظهرها عن ابن كثير ونافع وعاصم ويدغمها عن الباقين. فذكرت ذلك لأبي إسحاق الطّبري فقال: تخطئون على شيخنا إنّما أراد إظهار صوت القاف حسب، وذكرت ذلك لأبي الحسن بن أبي المعتمر فقال: لا يصح إظهار صوت القاف إلا بعد تغليظ اللام، ولا يجوز ذلك. ورأيت في الشام من يأخذ بالإظهار عن ابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذكوان عن ابن عامر.
وذكر لي ذلك أبو عليّ الأصبهاني، وسمعت أبا عبد الله اللالكائي يقول: الجماعة على إدغامه إلا شيئا يروى عن قالون عن نافع لا يعوّل عليه.
وأجمعوا أيضا على إدغام كل ساكن لقي مثله «٤» من كلّ كلمة أخرى مثل قوله تعالى: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا (النمل ٢٨)، فَما زالَتْ تِلْكَ (الأنبياء ١٥). وَاذْكُرْ رَبَّكَ* (آل عمران ٤١ وغيرها) ومِنْهُمْ مَنْ* في قول من لم يضم، وإِنْ نَحْنُ، وعَصَوْا وَكانُوا* (البقرة ٦١ وغيرها) وعَفَوْا وَقالُوا (الأعراف ٩٥)، ومالِيَهْ هَلَكَ (الحاقة ٢٨، ٢٩) على قول من لم يثبت الهاء في الوصل ونحو ذلك.
(٢) النشر ٢/ ١٣.
(٣) لم أقف عليها.
(٤) يعني لقي حرفا مثله وليس ساكنا مثله كما توهم العبارة.