وَكَذَلِكَ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ «مَنْ سَرَّهُ النَّسِيءُ فِي الْأَجَلِ وَالْمَدُّ فِي الرِّزْقِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيَّ، يُحَدِّثُهُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَهَذَا الَّذِي أَرَادَ عَطَاءٌ بِقَوْلِهِ: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ [البقرة: ١٠٦] قَالَ: مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ، وَبِقَوْلِهِ: (أَوْ نَنْسَأْهَا) قَالَ: نُؤَخِّرْهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ مَذْهَبُ مَنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَتَأَوَّلَ هَذَا التَّأْوِيلَ -[١١]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَمَّا الَّذِي نَذْهَبُ إِلَيْهِ وَنَخْتَارُهُ فَغَيْرُ ذَلِكَ، وَهُوَ: أَنْ يَكُونَ الْمَنْسُوخُ مَا تَعْرِفُهُ الْأُمَّةُ مِنْ نَاسِخِ الْقُرْآنِ وَمَنْسُوخِهِ، وَتَكُونُ الْقِرَاءَةُ ﴿أَوْ نُنْسِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦] بِمَعْنَى النِّسْيَانِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْأَكَابِرِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، - عَلَى أَنَّهُ قَدِ اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ فِيهَا، - وَقَرَأَ بِهَا مِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ