أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ:
٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَرَأَهَا: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ»، وَقَالَ: «يُكَلَّفُونَهُ، وَلَا يُطِيقُونَهُ»
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ:
٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ» قَالَ: «يَحْمِلُونَهُ»
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ:
٧١ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا كَذَلِكَ: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ» قَالَ: «الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يُطْعَمُ عَنْهُ نِصْفُ صَاعٍ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " وَهَذَا قَوْلُ مَنْ جَعَلَ الْآيَةَ مُحْكَمَةً، وَهُوَ قَوْلٌ حَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ النَّاسُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الَّذِي ثَبَتَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهَا: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤]، وَلَا تَكُونُ الْآيَةُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ إِلَّا مَنْسُوخَةً كَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي أَوَّلِ الْبَابِ عِنْدَ ذِكْرِ الْإِطَاقَةِ، -[٤٨]- ثُمَّ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَحَادِيثَهُمْ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي نَاسِخِ هَذِهِ الْآيَةِ وَمَنْسُوخِهَا عَلَى أَرْبَعَةِ مَنَازِلَ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمْ حُكْمٌ سِوَى الْحُكْمِ الْآخَرِ، فَالْفِرْقَةُ الْأُولَى مِنْهُمْ: فَرْضُهُمُ الصِّيَامُ وَلَا يُجْزِئُهُمْ غَيْرُهُ، وَالثَّانِيَةُ: مُخَيَّرُونَ بَيْنَ الصِّيَامِ وَالْإِفْطَارِ، ثُمَّ عَلَيْهِمُ الْقَضَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا إِطْعَامَ عَلَيْهِمْ، وَالثَّالِثَةُ: هُمُ الَّذِينَ لَهُمُ الرُّخْصَةُ فِي الْإِطْعَامِ وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمْ، وَالرَّابِعَةُ: هِيَ الَّتِي اخْتَلَفَتِ الْعُلَمَاءُ فِيهِمْ بَيْنَ الْقَضَاءِ وَالْإِطْعَامِ، وَبِكُلِّ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ وَأَفْتَتْ بِهِ الْفُقَهَاءُ، وَهُوَ يَأْتِي مُفَسَّرًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ: فَأَمَّا الطَّائِفَةُ الْأُولَى: الَّذِينَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الصِّيَامَ، وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمُ غَيْرَهُ، فَالْأَصِحَّاءُ الْمُقِيمُونَ، لَزِمَهُمْ ذَلِكَ بِالْآيَةِ الْمُحْكَمَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَالْمُسَافِرُونَ وَالْمَرْضَى، وَهُمُ الَّذِينَ لَهُمُ الْخِيَارُ بَيْنَ الصَّوْمِ وَالْإِفْطَارِ، لِقَوْلِهِ: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٤] وَبِهِ جَاءَتِ السُّنَّةُ، وَالْآثَارُ أَيْضًا مَعَ التَّنْزِيلِ "


الصفحة التالية
Icon