كما يتنافى مع كلا الرأيين من حيث أن الغين والخاء الساكنتين بعد كسر أو ياء ساكنة نحو أَفْرِغْ*- وَلكِنِ اخْتَلَفُوا- زَيْغٌ*- شَيْخٌ فى مرتبة غيرهما من حروف الاستعلاء الساكنة بعد كسر.
أو ياء ساكنة نحو اضْرِبْ*- مَحِيصٍ*، وما عليك إلا أن تقارن بينهما فى النطق.
وعلى هذا فمراتب كل حرف ست، والحروف المستعلية سبعة، فإذا ضرب عدد مراتب كل حرف فى عدد الحروف أنتج اثنتين وأربعين مرتبة، وهى مراتب التفخيم تفصيلا فى الحقيقة.
تعتبر المرتبة الأولى فى كل حرف غير الطاء هى التالية للمرتبة الأخيرة من الحرف السابق عليه على نحو ما تقدم تماما.
وجه كون المفخم المشدد أقوى فى التفخيم من نظيره غير المشدد:
والحرف المفخم إن كان مشددا نحو الطَّامَّةُ فإنه أقوى من غير المشدد الذى هو فى مرتبته نحو أَفَطالَ، لأن المشدد مكون من حرفين، الأمر الذى يجعل تفخيمه أظهر من غيره المكون من حرف واحد.
مرتبة تفخيم الغين والخاء الساكنتين وقبلهما كسر أو ياء ساكنة:
ويلاحظ مما تقدم أن الغين الساكنة المسبوقة بكسر أصلى وبعدها حرف مستعل نحو تُزِغْ قُلُوبَنا، أو مستفل نحو أَفْرِغْ عَلَيْنا*، أو كسر عارض ولا يكون ما بعدها إلا مستفلا نحو مَنِ اغْتَرَفَ، وكذلك الخاء الساكنة بعد كسر أصلى نحو إِخْواناً*، أو عارض نحو وَلكِنِ اخْتَلَفُوا، ولا يكون ما بعدها فى الحالتين إلا مستفلا، وكذا الغين والخاء الساكنتان للوقف بعد ياء ساكنة نحو زَيْغٌ*، وشَيْخٌ فى مرتبة ضعيفة من التفخيم وهو ما يسمى بالتفخيم النسبى، ولكن لا يقال فيهما فى هذه الأحوال كلها إنهما مرققتان لأن أحرف الاستعلاء لا ترقق أبدا إنما يتفاوت تفخيمها قوة وضعفا حسب مرتبة كل منها وشكله على ما تقدم.
وعلى هذا فيخطئ من ينطق من قراءته بالغين والخاء الساكنتين وقبلهما كسر أو ياء ساكنة مفخمتين تفخيما قويا، إذ يخرجهما بذلك عن مرتبتيهما الحقيقيتين.