ومن أجل هذه الأسباب طلب منى أبنائى الطلاب أن أضع لهم كتابا فى علم التجويد، متضمنا ما أعرض له فى دروسى لهم من إيضاحات وتفصيلات، مع السهولة والتنسيق على غرار كتابىّ السابقين فى النحو والتوحيد اللذين استراحوا لدراستهما، وفهم أسلوبهما.
وقد ترددت فى ذلك فى أول الأمر، لولا أن شجعنى بعض إخوانى من الأساتذة على إجابة هذه الرغبة، حرصا على مصلحة الطلاب، حتى شرح الله صدرى لتأليف هذا
الكتاب المبسط فى أسلوبه، الدقيق فى معانيه وعباراته، وما بموضوعاته من تفصيلات، والمشتمل على ما يلزم القارئ لحفص بن سليمان الكوفى من الأحكام، معتمدا على أشهر ما ثبت من طرق روايته وأيسرها. وسميته «العميد فى علم التجويد»، راجيا أن يعمد ويقصد به كل قارئ له إلى ما ينفعه، وينفع غيره من تعلم وتعليم، وأن يحظى هذا الكتاب من تقدير قرائه بما يتناسب مع قيمته العلمية الضخمة، وما بذل فى كتابته من الجهد والطاقة، وما اشتملت عليه لفظة اسمه الصغيرة من المعانى العظيمة الكبيرة، وأن أنال به كل ما أردت من تأليفه، وقصدت إليه من أجله من شرف الانتساب بواسطته إلى خدمة القرآن وأهله.
وقسمته إلى سبعة وعشرين درسا، بعضها يطول، وبعضها يقصر حسب ما يقتضيه موضوع الدرس من الإيجاز أو الإسهاب، وفى نهاية كل درس منها وضعت الأسئلة والتمارين حتى إذا أجاب الطالب عليها عقب قراءته للدرس، تأكد من فهمه وانتقل إلى ما يليه، وإلّا عاد إلى استظهاره، وفهم مراميه.
والله تعالى أسأل أن يكون مقبولا عنده، وأن يكرمنى به، وكل من قرأه فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله خالصا لوجهه، وسببا للفوز بجناته ورضوانه، وأن ينفع به النفع التام، كل من تقبله برضى، وتأمل واهتمام، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، وعلى آله وصحبه وسلم.
المؤلف